وصلة دائمة لهذا المحتوى : http://www.hailnews.sa/893485/
قد أتفهم أن من عاصر تلك الحقبة التي تسمى (جيل الطيبين) فإنه يستذكر ذلك الماضي الجميل ويستلذ به وهو يسترجع شريط الذكريات على زمان ولى مأسوفاً عليه، ومن ضمن تلك الذكريات الرسوم المتحركة والبرامج التلفزيونية، حيث تُذكّره بأترابه وأقرانه وطفولته البريئة وأيضاً فيها ملاذ له ومهرب ولو مؤقتاً للابتعاد عن همومه وغمومه ومسؤولياته الحالية.
ولكن الذي أشكل علي استيعابه وصُعب على فهمي إدراكه ماذا سيستفيد الجيل الحالي إن علّمناه هذه البرامج التلفزيونية والرسوم المتحركة من خلال مهرجان (زمان الطيبين؟) يا تُرى هل سيحفظ حزبين من القرآن وهو يشاهد قرقور؟! أم سيتقن اللغة الألمانية مثلاً من خلال مشاهدته لزينة ونحول؟! أم هل تراه سيتعلم لغة برمجةٍ وهو يستمع لأغاني بديّع مسعود وعزازي؟
أتساءل ما الفائدة بالله عليكم من اصطحاب الأطفال لكي يشاهدوا مجسم جريندايزر والكابتن ماجد وشريط تسجيل يُلف بقلم كما كان يفعل ذلك الجيل للأشرطة إن تبعثرت؟! ولماذا يُصر بعض المحسوبين على الإعلام من مشاهير وسائل التواصل على شحذ همم الناس وخاصة العوائل للحضور وتعريف أطفالهم بهذا الماضي؟
فضلاً عن المحاذير الشرعية التي تملأ المكان فتجد المجسمات المحرمة تحريماً مغلظاً والتي تُنفّر الملائكة فلا تدخل مكاناً يحوي تصاوير وبالتالي فسيكون وكراً للشياطين والمردة، والأغاني التي تصدح بأزقة المهرجان مما يغرس في نفوس النشء الاعتياد على هذه المنكرات والتكيف معها واعتبارها من المباحات التي لا تثريب عليهم إن مارسوها، بل وصل الأمر ببعض المهرجانات إلى استقطاب فرقة غنائية تترنم وتشدو بألحانها وسط الجموع ورغماً عّمن لا يستمع للأغاني من الحضور ضاربين بالحريات التي صمّوا آذاننا بالمطالبة بها عرض الحائط!
أيها العاقل الرزين لا تعتريك الغرابة , ولا يتجهم وجهك ولا يتمعّر لونك ولا تكفهرّ قسماتك من غرابة هذه الفكرة وهشاشة هذه الرؤية فقد تمخض الجمل وولد هذا الابتذال ليصبح مهرجاناً كبيراً تُدعى إليه الأُسر والعوائل والأطفال، واستبدلنا ما جاء في الأثر؛ علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل بتعليمهم الكابتن ماجد وجزيرة الكنز.
فوا أسفاه على خواءٍ نعيشه وهدم للقيم والمبادئ نعاصره.
خاتمة:
اللهم لا تفتنا في ديننا ونعوذ بك اللهم من الحور بعد الكور.
بقلم: عادل الغازي
خاص لـ(صحيفة حائل الإلكترونية)
11 التعليقات
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابو عبدالله
5 يوليو، 2019 رابط التعليق
مقال جميل ولندع هناك مجال للفرح والمرح والتسليه
عماد
5 يوليو، 2019 رابط التعليق
مقال رائع وممتاز، بو عبدالله مقال الكاتب واضح جداً ليس ضد الفرح والتسلية ولكن ليس بهذه الطريقة
الحائلي
5 يوليو، 2019 رابط التعليق
كلمات من ذهب مبدع كعادتك
بدر
5 يوليو، 2019 رابط التعليق
مقال جميل و نقد في محله.
بدر
5 يوليو، 2019 رابط التعليق
مقال جميل و نقد في محله. و اذا كان اصحاب الاستراحات يسمونها منتجعات ممكن نسمي مجموعة الفعاليات السخيفة هذي مهرجان
مشهور الغازي
5 يوليو، 2019 رابط التعليق
لا فض فوك مقال رائع أثلج وعبر عن مافي نفوسنا شكرا لك وجزيت خيرا
ابو حمود
5 يوليو، 2019 رابط التعليق
أستاذ عادل
المجتمع يحتاج الى وعي وأدراك وفهم مايراد به من تغريب وصرف عن كل مايتعلق بدينه وأخلاقة ومبادئة كل مايحدث هو توجيه فكر وسلوك الاجيال القادمه الى مالاتحمد عقباه فكل رب اسره مسؤول عن الحفاظ على عدم تلوث أبناءه بهذه المهرجانات ، جيل الطيبيين حمل من الاخلاق والقيم والتمسك بدينه وعاداته وتقاليده بعيدا عن هذه التفاهات
مقال رائع كروعة كاتبة
توفيق الشمري
5 يوليو، 2019 رابط التعليق
الله عليك أبدعت استاذ عادل
مقال يلامس الجرح نحتاج إلى
الانتباه والتفكير واتخاذ القرار
فيما يخص الأبناء
علنا نصل بهم لبر الأمان
عبدالله
5 يوليو، 2019 رابط التعليق
موضوع في قمة الروعه لطالما كانت مواضيعك متميزة لا عدمنا التميز و روعة الاختيار دمت لنا ودام تالقك الدائم
من ناحية الترفية والمرح توجد الف طريقة غير ذلك ولكن لا اعلم لماذا التركيز على ( السخافات )
وأشكرك كل الشكر على شجاعتك للرد على التفاهات التي للأسف يتكاثر حدوثها في المجتمع في الآونه الأخيرة
أحمد الشمالي
6 يوليو، 2019 رابط التعليق
تحية طيبة ؛
نشكر الكاتب على فكرة إنتقاده للموضوع بطريقة منطقية ومقنعة ،
حيث أجاده من ناحية الدين والتربية ..
ودائما ماتتعرض المواضيع للنقد دون إيجاد بديل
فلم يترك الأخ عادل مجال //
إنتقاد إيجابي محترم بوجود بديل منطقي مقنع
كثر الله من أمثالك وجزاك الله خيرا
خالد العبدالله
8 يوليو، 2019 رابط التعليق
ماشاءالله عليك ..
كثير من الناس نفس تفكيرك ..
بيض الله وجهك.. وتعلم ولدي زمن الطيبين وش الفايدة .. ياخوي انا إذا دخلت متحف فيه أشياء قديمة ضاق صدري